طرائق تدريس القيم :
تنوعت طرائق تدريس القيم وسنقوم باستعراض بعضها ، وقد تم تضمينها ضمن معيار
الفاعلية التي يتحدد في ضوئها دور كل من المعلم والمتعلم في الموقف
التعليمي ، وبناء على هذا المعيار تصنف طرائق تدريس القيم إلى ثلاثة أنواع
هي :
أ - الطرائق العرضية : التي تركز على دور المعلم حيث يعرض الموضوعات
القيمية على المتعلمين بصورة مباشرة وتناولت طريقتي القدوة والقصة .
ب- الطرائق التفاعلية : التي تركز على تفاعل المتعلم بصورة واضحة في الموقف
التعليمي وتحفزه على المشاركة الفاعلة مع المعلم والمتعلمين والمادة
الدراسية ، وتضمنت طريقتي الحوار والمناقشة وتمثيل الأدوار .
ج- الطرائق الكشفية : وهي الطرائق التي تدفع المتعلم إلى البحث ، والاكتشاف
، وتقصي المعرفة والتعلم الذاتي ، وتضمنت طريقتي حل المشكلات ، والتدريس
الاستقصائي .
توضيح كل طريقة بشيء من التفصيل :
أ - الطرائق العرضية :
أ- 1- القدوة : تأتي أهمية القدوة في مقدمة الطرق التربوية التي يكتسب
الفرد من خلالها القيم والاتجاهات ولذلك فإن أهميتها كبيرة وذلك للأسباب
التالية :
- القدوة أهم عنصر في تشكيل شخصية الإنسان وبخاصة في مرحلة الطفولة ، ذلك
أن التربية والتنشئة ليست في جرهرها إلا عملية اجتماعية تفاعلية يكتسب
الفرد من خلالها الخبرة والتجربة والمعرفة وأنماط السلوك من الوالدين
والمقربين منه .
- القدوة تجسيد لمعاني القيم وأمثلة تطبيقية لها ، فالقيم مفاهيم تجريدية
يصعب على المتعلم فهمها وتحديد مظاهرها السلوكية نظرياً ، فالتقوى والنجاح ،
والاعتراف بالخطأ ، وتحمل المسؤولية ، والسعادة والحرية .. قيم سامية
ولكنها تبقى معان رمزية تجريدية تجعل تعلمها قضية صعبة ما لم تتضح معانيها
وتظهر حية واقعية مشاهدة ، وحتى يقترب الفهم العقلي ويمتزج بالشعور القلبي
والوجداني لا بد من إظهار القيم في نماذج من القدوة والسلوك العملي ، ذلك
أن الفعل أبلغ من القول وأشد تأثيراً ، رُوي عن ابن عمر - - قال : كان
رسول الله -- يلبس خاتماً من ذهب فنبذه ، فقال : لا ألبسه أبداً فنبذ
الناس خواتيمهم "
أ- 2- الأسلوب القصصي : يمكن أن يعرَّف بأنه " سرد قصة ملائمة لموضوع الدرس
لتؤخذ منها معان الدرس أو ليتوصل بها المعلم إلى موضوعه الذي يقصده " وهو
من أنجح الأساليب التربوية وأكثرها استحساناً من المتعلمين ، لما فيها من
تأثيرات نفسية تعمل على إثارة انفعالات ومشاعر وعواطف المستمعين وتوجيهها
لتقمص شخصيات القصة والتفاعل معها ، وهذا التفاعل يمثل في حقيقته امتزاج
بين الشعور التي
تبثه القصة وبين الشعور الذي يحمله المستمع. ويسير الدرس بالأسلوب القصصي
وفق خطوات متسلسلة منتظمة تشمل التمهيد ، وعرض القصة ، ومناقشة القصة
وتحليلها .
ب- الطرائق التفاعلية :
ب- 1- الحوار والمناقشة : ويمكن تعريف الحوار والمناقشة بأنها " مجموعة من
النشاطات التعليمية تقوم على التواصل اللفظي والتفاعلي بين المعلم وطلبته ،
وبين المتعلمين أنفسهم حول موضوع ما أو مشكلة محددة ، مع التعمق في البحث ،
والرغبة الجدية في حل المشكلة أو الوصول إلى قرار فيها " وهي من أكثر طرق
التدريس ملائمة لتعليم القيم وبيانها وتعزيزها ، فالحوار الناجح يشجع
الناشئة على الكلام والتعبير عن أفكارهم وآرائهم ، وكشف المدفون من مشاعرهم
وقيمهم ومخاوفهم وآمالهم ، مما يجعل المعلم معهم أكثر قرباً منهم ،
وشعوراً بهم وتفهماً لأفكارهم وسلوكياتهم ، ومن ثم يكون أكثر تحديداً لمنهج
التخاطب معهم واختيار أساليب التعليم والتوجيه المتبادل بينهم وبينه ،
وفيشعرون بالقرب منه والمودة له، فتنشأ الثقة التي هي أساس التوجيه القيمي .
ب- 2- تمثيل الأدوار : يعرف بأنها " طريقة تعليمية تقوم على تمثيل موقف
يمثل مشكلة محددة من قبل بعض الطلبة وبتوجيه المعلم ، وخلال التمثيل يتقمص
الطلبة الممثلون لشخصيات الموقف وأحداثه ويؤدون أدوارهم بفاعلية ، في حين
يشاهد الطلبة الآخرون ويلاحظون المواقف الممثلة وينقدونها ، وبعد الانتهاء
من التمثيل ينظم المعلم مناقشة موجهة يشارك فيها المتعلمون جميعاً "
ج- الطرائق الكشفية :
ج – 1- حل المشكلات : تعرَّف باعتبارها طريقة تدريس بأنها " موقف تعليمي
يعتمد فيه المعلم على عرض موضوع الدرس بصورة مشكلة تدفع المتعلم إلى البحث
والتفكير بخطوات منظمة متسلسلة للتوصل إلى حل لها " وهي لا ترتبط بالمشكلات
الواقعية كمشكلة التلوث فقط فـ " الوضوء " مثلاً ليس مشكلة واقعية ولكنها
قد تصاغ على شكل مشكلة ، وتتضمن طريقة حل المشكلات مجموعة من الخطوات
المتداخلة والمتسلسلة تبدأ بالشعور بالمشكلة وتحديدها انتهاء إلى تقويم
حلها .
ج- 2- الاستقصاء : يعرف بأنه طريقة للتعلم تعتمد على النشاط الذاتي للمتعلم
، تركز على البحث والتقصي للمعرفة والبحث عنها وفحصها ، وتوظيف مجموعة من
مهارات التفكير كالملاحظة والقياس والتنبؤ والاستنتاج ، وصياغة الفروض ..
للوصول إلى تعميم أو فكرة أو مبدأ يمكن على أساسه اتخاذ قرار ما .